الدورة 18 للمهرجان الدولي ” 24 ساعة مسرح دون اٍنقطاع ” لسنة 2019
يبلغ المهرجان الدّولي ” 24 ساعة مسرح دون انقطاع ” بمدينة الكاف هذه السنة حلقته الثامنة عشر .. تاريخ حافل بالإبداع والفن الرّاقي والهادف وهو يواجه ذاته حينا ويوجّه واقعه حينا أخر فارضا نفسه كأحد أهم المناسبات الوطنية التي تحتفي بالمسرح أداة للتعبير وفضاء للإمتاع والاٍبداع وفرصة للقاء والتواصل ..
وككلّ سنة ينتظم المهرجان اٍحتفالا باليوم العالمي للمسرح ، متفرّدا في الشّكل وثريّا ومتنوّعا في المضمون من خلال برمجة عروض فنّية متنوّعة تتراوح بين المسرح والموسيقى، الرقص، التجلّيات والفنون التشكيليّة .. من تونس ومن خارجها حيث تشارك في الدورة 10 دول أجنبية، محاولا الاٍنفتاح على محيط المؤسّسة وعلى فئات اٍجتماعيّة مختلفة عبر توزيع فقرات التظاهرة على فضاءات متعدّدة منها المركز وبعض دور الثقافة والمواقع الأثرية وشوارع المدينة وبعض الأحياء الشعبيّة والسّاحات والفضاءات الثقافية الخاصّة مع محاولة التوجّه الى فئات محرومة من النشاط الثقافي كفاقدي السند والسجناء والمسنّين تكريسا لمبدأ ثقافة القرب والحق في الثقافة…
ونظرا لأهميّة الندوات الفكرية ذات الصلة والمختصة في اثراء ونقد الفعل المسرحي وتنشيطه وزيادة تأثيره ، فإننا نولي الجانب النظري الحظوة التي يستحقها لما يطرحه من تجادل للأفكار عبرالنقاش والتحليل والنقد المفضي الى استشراف أفق مغايرة للإضافة والتطوير، وفي هذا الاطار يتنزّل تنظيمنا لندوة علميّة يؤثثها ثلة من النقاد والمسرحيين من تونس ومن دول أجنبية يدور محتواها حول عنوان مهمّ ” الفن الرابع والسلطة الرابعة ” .وضمن نفس الرؤية تنتظم مائدة مستديرة حول ” حقوق النشر ” بالشراكة مع مؤسسة حقوق المؤلف والحقوق المجاورة واتحاد الكتاب التونسيّين. وبالتوازي مع ذلك ينتظم معرض كتب تحت عنوان ” كتاب مجاني ” حيث يضع على ذمّة ضيوفه ومواكبي التظاهرة 1500 نسخة تقريبا في أغراض مختلفة توزّع بالمجان تشجيعا للمطالعة وتثمينا وتأكيدا على اهمية الكتاب في عالم غلبت عليه الطفرة التكنولوجية والوسائل الافتراضية الحديثة .واحتفاء بالكتاب أيضا ينتظم حفل توقيع الاصدار الجديد للدكتور عبد الحليم المسعودي بعنوان “الرّوهة ” يتخلّله امضاءات واهداءات لبعض النسخ …هذا و سيصدر بمناسبة المهرجان مجلّد يظمّ عشرة نصوص مسرحيّة تمّ انتاجها في فترة الفرقة المسرحيّة القارّة بالكاف تمّت اعادة كتابتها وتكفّل بدعمها وطباعتها اتحاد الكتّاب التونسيين مشكورا .
هذا وتطلّ علينا الدّورة 18 بإصدار نشريّتين للمهرجان واحدة تصدر في الافتتاح والثانية في الاختتام تتّخذان شكل منبر اعلامي يغطّي فعاليات المهرجان ويحفظ ذاكرته متظمّنا لشهادات ومقالات نقديّة للعروض وللمهرجان .
وتحاول الدورة الانفتاح على محيطها من خلال تشبيك العلاقات الثقافية والمسرحية عبر تبادل العروض الأجنبية خاصة مع المهرجانات الشبيهة والمنتظمة في نفس الفترة كمهرجان ” الفرجة الحيّة بقفصة “ ومهرجان ” عزالدين قنون للمسرح “ وكذلك الانفتاح بذات الفعل على المؤسسات العموميّة والمستقلّة المختصّة ” كالمسرح الوطني ” و ” التياترو “ – (حيث يفرد لهذا الأخير يوم خاص لعرض آخر انتاجاته وباكورة أعماله بهدف التعريف به وعرفانا بما قدّمه ويقدّمه للثقافة والمسرح على وجه الخصوص)- وهي من المؤسسات الفاعلة على الساحة الوطنيّة وحتّى العالميّة حيث تعدّ مرجعا ابداعيا تنطلق منه مختلف التجارب الأخرى . هذه الشراكة التي نسعى اليها انما الغاية منها خلق ظواهر ثقافية مساهمة ومساعدة للتعرف والتعريف بأكثر ما يمكن من التجارب المسرحية الوطنيّة و الأجنبية وإتاحة الفرصة سواء للجمهور لمواكبة عروض مختلفة أو للمختصين لاستكشاف اخر التقنيات والمهارات الفنية المعتمدة في هذا المجال.
ومواصلة للنهج التكويني الذي دأب عليه مركز الفنون الدراميّة والركحيّة بالكاف من خلال مختبراته التي تستقطب شباب الجهة على مدار السنة ، سيكون للجانب التطبيقي حضور من خلال برمجة ورشتين ;الأولى تحت عنوان“ Commedia Dell’Arte“ يشرف عليها المسرحي الإيطالي Fabrizio Plaladin موجّهة للطلبة والهواة بهدف تطوير خبراتهم وتعزيز قدراتهم والرفع من مهاراتهم وطاقاتهم الاٍبداعية ، والثانية تحت عنوان ” الرقص والإعلام ” تشرف عليها الفنانة نوال اسكندراني والايطالي Sergio Gazzo .
وتماشيا مع خيارنا الهادف الى تكريم الأشخاص والمؤسّسات الفاعلة في هذا المجال اعترافا بالمنجز المسرحي والثقافي الذي قدّموه في سبيل اٍعلاء مكانته وتأكيد حضوره وهو ليس اعتراف فقط بالجميل وانما أيضا تسليطا للضوء على مختلف التجارب التي بإمكانها ان تكون حافزا لإثراء المشهد الثقافي والمسرحي وربط الصلة بين مختلف المكونات ذات العلاقة لتحديد وتوحيد الأهداف المشتركة وضمن هذا التمشّي يتنزّل تكريمنا هذه السنة وارتباطا بموضوع الندوة الفكرية لثلة من الأساتذة الذين كانت لهم اسهامات هامة متداخلة في ميداني الاعلام والمسرح
واٍيمانا منا بدورهم الأساسي في إرساء تقاليد مسرحية و تثبيتها والمحافظة عليها دون أن تجد حظوة او مكانة تليق بها على مستوى التعريف بها إعلاميا رغم الدور الكبير الذي لعبته ولازالت في مناطق لا تحظى بالاٍهتمام على نفس القدر كنظيراتها القريبة من المركز . فإننا نكرّم في هذه الدورة الفرق البلدية للمسرح كالفرقة البلدية بالنفيضة والفرقة البلدية بدوز اعترافا لهما بمجهوداتهما الكبيرة رغم امكانياتهما المحدودة في الحفاظ على الفعل المسرحي في تلك الربوع .