افتتاح فعاليات الدورة 23 للمهرجان الدولي عمر خلفت للمسرح بتطاوين
بتكليف من وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين واكب عبد الحليم المسعودي مكلف بمهمة بالديوان يوم أمس الثلاثاء 25 ديسمبر 2018 فعاليات الدورة 23 للمهرجان الدولي عمر خلفت للمسرح بتطاوين الذي يتواصل إلى غاية 30 ديسمبر 2018.
وفي ما يلي كلمة معالي وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين
السيد والي تطاوين
السيد المندوب الجهوي للثقافة
السيد رئيس بلدية مدينة تطاوين
السادة الحضور الكرام , ضيوف مهرجان عمر خلفت الدولي للمسرح بتطاوين و جمهوره
مرحبا بكم
أصالة عن نفسي ونيابة عن معالي وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين, يشرفني اليوم أن ألقي كلمته بهذه المناسبة الثقافية والمسرحية الهامة التي تجمعنا اليوم تحت الشّعار الذي رفعتموه في هذه الدورة الثالثة والعشرون من عمر هذا المهرجان العريق ” المسرح أداة لتنمية المجتمع ” .
أجل إن المسرح أداة لتنمية المجتمع وجدانيا وعقليا وتربويا وفكريا وهو المدرسة الدائمة للحفاظ على هويته الثقافية وتجديدها, كما أن المسرح حاضن للغته ومؤسس لمخياله الجمعي, هذه اللغة التي كان الفنان المسرحي عمر خلفت ابن هذه الربوع مدافعا عنها بشراسة في المسرح أولا وفي السينما وفي الدراما التلفزيونية .
إن هذا المهرجان الدولي للمسرح بتطاوين الذي يحمل اسم هذا الفنان الكبير وفاء له واستحضارا لروحه المبدعة لهو الآن مهرجان مسرحي عريق واثق وثابت في خريطة المهرجانات المسرحية والفرجوية التونسية, وهو يستأهل كل العناية والراعية لما يمثله هذا المهرجان على المستوى الحضاري والتراثي من تراكم في الخبرة والتنظيم من خلال دوراته المنتظمة والمتواترة عبر عقدين من الزمن والتي جعلت منه رافدا أساسيا من الروافد الثقافية في جهة الجنوب, وهو أيضا مُساهمٌ رئيسي في تمتين الحزام الوطني للتراث الممتد من سجنان وطاولة يوغرطة مرورا بشط الجريد و وصولا إلى قصور تطاوين الشامخة التي تراهن الوزارة على تسجيلها ضمن اللائحة التمهيدية لمنظمة اليونسكو للميراث الإنساني.
إن هذا المهرجان الدولي للمسرح بتطاوين, الذي يرفع في دورته الجديدة شعار ” المسرح أداة لتنمية المجتمع ” , والذي يجتهد منظموه في تأمين موعده و ضمان محتويات فعالياته لحريّ بالمشرفين عليه أن يفخروا بما وصل إليه هذا المهرجان من مكانة في دعم مدينة تطاوين كقلعة حضارية وثقافية, وأن يدركوا في ذات الوقت عطفا على شعاره المرفوع أن مسؤولية تنمية المجتمع من خلال المسرح والثقافة هو مسؤوليتهم المجتمعية والتاريخية, لذلك فحسب فإن هذا المهرجان المسرحي هو لحظة اختبار لإمكانيات الإبداعية الدفينة لدى الشباب الصاعد الذي سيتولى بناء مستقبل الفرد كمواطن مكتمل المواطنة حرا وكريما, و هو أيضا مساحة لدعوة إمكانيات العقل الخلاق لدى الشباب في محاربة التقوقع والانغلاق و التعصب من أجل بناء تحقيق المبادئ التي قامت من أجلها الثورة و على رأسها تنمية المجتمع .
لتكن هذه الدورة الجديدة لمهرجان عمر خلفت الدولي للمسرح دورة استثنائية ناجحة في ضيافة الفن المسرحي وسحره وضمن فاعليته في ترسيخ مبادئ الحرية و بهجة الاحتفال بالحياة … أليست “الحياة كلها مسرح كبير ” على حد عبارة الشاعر المسرحي الكبير شكسبير كما كان يشتهي عمر خلفت أداء أعماله المسرحية بلغة عربية بليغة ؟
إذن, و بدون إطالة نعلن على بركة الله افتتاح الدورة الثالثة والعشرين لهذا المهرجان المسرحي الدولي …
السلام على روح الفنان عمر خلفت… ليعش المسرح متوهجا في ربوع تطاوين … عاشت تونس حرية أبيّة .