وزير الشؤون الثقافية في زيارة عمل إلى الجزائر

هناك اِتفاقا من أجل الدفع المتجدد للعمل المشترك للسياسات الثقافية بين البلدين

أدى وزير الشؤن الثقافية زيارة عمل إلى الجزائر، تمّ خلالها تدارس واقع العلاقات الثقافية بين البلدين وآفاقها، فضلا عن اِفتتاح الأيام الثقافية التونسية بالجزائر.

واستقبل عزالدين ميهوبي وزير الثقافة وفد عن وزارة الشؤون الثقافية يترأسه وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين ،يوم الجمعة 27 أفريل 2018، بمناسبة افتتاح الأيام الثقافية التونسية بالجزائر التي تدوم إلى غاية 30 أفريل، كما كان لوزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين لقاء رسمي مع نظيره الجزائري، عقبه ندوة صحفية عقدت بالمناسبة عن فحوى زيارة العمل الرسمية التي يؤديها وزير الشؤون الثقافية للجزائر.
كما أشرف عزالدين ميهوبي بحضور محمد زين العابدين على افتتاح فعاليات الطبعة التاسعة للمهرجان الدولي للرقص المعاصر بدار الاوبرا بوعلام بسايح يوم الجمعة27 أفريل مساء،
وواكبا محاضرة للدكتور محمد الحداد حول “عمق الروابط التاريخية الجزائرية –التونسية” وذلك يوم السبت 28 أفريل بالمكتبة الوطنية الحامة، كما كان للوزيرين في اليوم نفسه زيارة إلى ساحة الشهداء بالجزائر العاصمة للإطلاع موقع الحفريات على مستوى محطة المترو.
كما أشرف الوزيران عزالدين ميهوبي ومحمد زين العابدين، على افتتاح العرض المسرحي التونسي بعنوان “وشياطين أخرى” من إخراج وليد الدغسني بالمسرح الوطني الجزائري.
ويذكر أن فعاليات الأيام الثقافية التونسية في الجزائر اِنطلقت السبت 28 أفريل وتستمر إلى يوم الاثنين 30 من نفس الشهر، وتتضمن عديد الفقرات..

وأكد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين على هامش زيارته للجزائر على ضرورة تضافر الجهود من أجل سياسة مشتركة من شأنها إعطاء دفع قوي للعلاقة بين البلدين الجزائر وتونس، معتبرا زيارته للجزائر فرصة للأخذ من تجربة الجزائر الرائدة في المجال الثقافي.

وخلال افتتاح الأيام الثقافية أكد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين على أهمية هذه الفعاليات والتي تُعد “تفعيلا متجددا وإرادة مكرسة لسياسة بلدين يشتركان في العامل الجغرافي والتاريخي، عامل تنصهر فيه الإرادة الرامية إلى أن تكون العلاقة بين البلدين غير ظرفية أو مناسباتية بل متواصلة.”
وقال وزير الشؤون الثقافية إنّ “هناك اِتفاقا من أجل الدفع المتجدد للعمل المشترك للسياسات الثقافية بين البلدين وذلك على عدة مستويات وبالخصوص إلى مجال البحث الأدبي والكتاب والتظاهرات الفنية المختلفة لتمتد إلى كل أشكال التراث المادي واللامادي للبلدين وتجعل بذلك الجزائر وتونس في سياق وتناغم موحد.”
ومن جانبه، قال وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي “إن العلاقات الثقافية التي تربط بين البلدين لم تعرف أيّ غياب للبلدين في التظاهرات التي تنتظم في كليهما..” مشيرا إلى أنّ “الثقافة هي القوة الهادئة التي ستعزز أواصر المحبة بين البلدين، أواصر وطدها رئيسا البلدين ولها امتداد تاريخي معروف عند الجميع..”
وأكد الوزير الجزائري أنّ “العمل جارٍ بين الوزارتين من أجل رفع مستوى التعاون الثقافي، حيث يتمّ التفكير حاليا في تنظيم فعالية كبرى مشتركة يمكن أن تتجسد في تقديم عمل موحّد للأوركسترا السمفونيي الجزائريي ونظيره التونسي، ويتم حاليا النظر في تحديد المناسبة التاريخية التي يمكن أن تكون فرصة لتحقيق هذا التناغم والتوحد الذي يمكن أيضا أن يتجسد ويتوسع لكل أشكال التعبير الفني والتراثي..”

‏‎واعتبر محمد زين العابدين على هامش حضوره الندوة الفكرية حول «عمق الروابط التاريخية التونسية-الجزائرية» التي قدمها الدكتور محمد الحداد بالمكتبة الوطنية بالجزائر أن الزيارة الرسمية التي قادته إلى الجزائر ينتظر منها الأخذ من تجربتها في الشأن الثقافي. وقال إن المناسبة اليوم فرصة للأخذ والعطاء بين مثقفي البلدين، وهو ما ترجمته استضافة تونس للجزائر كضيف شرف في المعرض الدولي للكتاب مؤخرا، والتي سبقها حضورها أيضا كضيف شرف في مهرجان أيام قرطاج السينمائية، حيث أشار إلى مواصلة هذا الفيض نظرا للحاجة الماسة لتفعيل هذه العلاقات بين الجزائر وتونس إلي مستوى من الممكن أن يمثل إضافة حقيقية مشتركة في مختلف القطاعات على غرار سياسة الكتاب، النشر والتراث والآثار، مما يتطلب فرقا مشتركة لإعطاء انطلاقة قوية تستكمل العمق الحضاري الذي سبقه تأسيس دولة الاستقلال بين البلدين، وكل ذلك يصب في خانة الدعامات والمنطلقات المهمة للثقافة سواء الجزائرية أو التونسية، أمام الرهانات الكبيرة والتحديات الأكبر التي يواجهها البلدان، ودعا زين العابدين إلى تضافر الجهود من أجل سياسة مشتركة للارتقاء بالمشهد الثقافي بين الجزائر وتونس تفرضها الحدود الجغرافية والحتمية التاريخية . وثمّن الوزير العلاقة الأخوية والصداقة التي تربطه بوزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي الذي يبحث فيها عن مواصلة بناء جسر الترابط من خلال البرامج التي سيتم الاتفاق عليها خلال زيارته إلى الجزائر. وعن الموسوعة الثقافية التي تعتبر جزءا من المشاريع والمقترحات المزمع تحقيقها ضمن الأجندة الثقافية بين الجزائر وتونس، اعتبرها زين العابدين وسيلة ومسارا مهما في ربط المسار المشترك، تترجمها أقلام جزائرية وتونسية في شتى المجالات، على غرار التاريخ والأنثربولوجيا وعلم الاجتماع والعلوم الثقافية والفنون والإبداع، استنادا إلى خبرة جامعية من قبل أطراف لها كفاءة ودراية بالمجال بما من شأنه إعطاء مصداقية للعمل، ولا يتحقق هذا إلا عن طريق تضافر الجهود والحرص على إعطاء دفع قوي واهتمام متواصل في هذا الجانب.