المعهد العمومي للموسيقى والرّقص بأريانة يغيّر مقرّه ويزيّن جدرانه بذاكرة موسيقية وفنّية كونيّة

يقول “إدوارد سعيد” ” تعطيك الموسيقى المجال لتهرب من الحياة من ناحية، وأن تفهم الحياة بشكل أعمق من ناحية أخرى، ويرى “فيكتور هيغو” أن الموسيقى تفصح عن تلك الأشياء التي لا نستطيع الحديث عنها ولا نستطيع السّكوت علي”، فهي عالم مواز لعالمنا فيه نحن كما نحن، وكذلك نحن كما نريد أن نكون.
ويولي الإنسان عموما أهمية كبرى للموسيقى في حياته، سواء عبر الاستماع والاستهلاك العشوائي المتّصل بالذّوق عموما أو عبر دراسة الموسيقى والتخصّص فيها.
وفي تونس، تعتبر المعاهد العمومية للموسيقى والرّقص في مختلف الجهات ملاذا لعدد هام من الطلاّب والتلاميذ الرّاغبين في النّهل من هذه المعارف الفنّية والإبداعية التي تصقل المواهب وتنمّي الذّائقة وتخلق أجيالا أكثر اطّلاعا ورهافة حسّ.
ولأنّ لمقرّات هذه المعاهد دور في استقطاب الأطفال والنّاشئة وأوليائهم من الرّاغبين في الاستفادة من الشهادات العلمية المتاحة، وفي إطار استراتيجية وزارة الشؤون الثقافية لتحسين البنية التحتية لمنشآتها، فقد دأبت بعض المعاهد على تغيير واجهاتها ومضامين مقرّاتها لتحقيق مزيد من التأثير الإيجابي وحثّ الروّاد على إدماج أبنائهم وذويهم.
ومؤخّرا انتقل المعهد العمومي للموسيقى والرّقص بأريانة من مقرّ كان يشكو من بعض الهنات الخاصّة ومنها تسرّب الماء وارتفاع نسبة الرّطوبة إلى مقرّ جديد ب5 نهج الزّيزفون بأريانة (قرب الولاية) ليكتشف زوّار هذا المقرّ مواصفات مميّزة ومحفّزات جديدة تحوّل العملية التعليمية إلى رحلة من المتعة والجمال.
أمكن للمعهد أيضا تصميم هويّته البصرية وشارته الخاصّة اللّتان ستطبعان على مختلف وثائقه ومحاميله الورقية والرّقمية، كما ازدانت جدران المبنى الجديد بلوحات فنّية تجمع أجيالا من الفنانين المحلّيين والعالميّين.
سمّيت قاعات التّدريس بأسماء عدد من الفنانين المبدعين في تونس على غرار عدنان الشوّاشي والشاذلي الحاجي وزهير الهاني، كما ازدانت الجدران بلوحات أشهر الفنانين والموسيقيين العالميين على غرار “شوبان” وموزار” وغيرهم ممّن حفرت أسماؤهم في الذاكرة الموسيقية الكونيّة.
كما استثمر المعهد العمومي للموسيقى والرّقص بأريانة بما قيمته 100 ألف دينار لتغيير أثاثه وشراء معدّات جديدة، ويتجدّد ويتجمّل لاحتضانه تلاميذه وعددهم يناهز ال550 تلميذا للسّنة الدّراسية الحالية.
وقد أخبرنا مدير المعهد السيد البشير البحوري عن شروع إدارته منذ شهور في فرز وتنظيم أرشيف المعهد الذي يعود إلى بدايات الثمانينات ليكون مهيّئا وقابلا للاستغلال وذلك بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثّقافية بأريانة، وستتمّ رقمنة محتوياته في وقت لاحق.
وقد انطلقت أشغال تغيير مقرّ المعهد العمومي للموسيقى والرّقص بأريانة منذ منتصف شهر ديسمبر 2024 ومن المنتظر أن يفتتح رسميا في موفّى شهر فيفري الحالي.