ندوة فكرية بعنوان : “نحو تفكّرٍ فلسفيّ عربيّ جديد” وإطلاق كتاب العرب والحراك الفلسفيّ اليوم
احتضنت “قاعة عمر الخليفي” بمدينة الثقافة “الشاذلي القليبي”، يوم الخميس 9 ماي 2024، فعاليّة فكريّة وأدبيّة تحت عنوان “نحو تفكّرٍ فلسفيّ عربيّ جديد”، تنظّمها مؤسسة الفكر العربي، تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، وبالشراكة مع معهد تونس للفلسفة وبالتعاون مع كرسيّ الإيسيسكو للتفكير في العيش المشترك، بحضور عدد مهم من المفكرين والأدباء والمختصين والفاعلين في الشأن الفكري من تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا.
وتأتي هذه الفعاليّة في توقيت يمرّ فيه العالم العربيّ والعالم كلّه بأزماتٍ حادّة ومتفاقمة، ويواجه فيه تحدّياتٍ غير مسبوقة ناجمةٍ عن الثورة الصناعيّة الرابعة وابتكارات التكنولوجيا فائقة التطوّر، ويتنامى فيه الحديث عن موت الفلسفة، وما تشهده بالمقابل المنطقةُ العربيّة في مشرقها ومغربها من حراكٍ فلسفيّ ملحوظ.
لذلك، بدا من الضروريّ التساؤل عن مدى حاجة العرب اليوم إلى تفكّر فلسفيّ جديد، وعن الأدوار التي يمكن أن تضطلع بها الفلسفة في علاقتها بمختلف العلوم وسائر مجالات النشاط الإنسانيّ، فضلًا عن الإضاءة على معوّقات قيامها وسبل نهضتها.
وانطلقت هذه الفعاليّة، التي تتواصل إلى غاية 11 ماي 2024، بجلسة افتتاحيّة تحمل عنوان “نهاية المنعرج ومهمّة المنثنى: في مهام الفلسفة العربية المقبلة”، أمّنها الاستاذ الدكتور محمد أبو هاشم محجوب.
ويتضمن برنامج اليوم الثاني ثلاث جلسات متتالية، تعالج الجلسة الأولى، وهي بعنوان “في الحاجة إلى الفلسفة والتفلسف”، دور الفلسفة في مواجهة تصدّع النظام العربيّ، وفي الفضاء السياسيّ العربيّ، وفي الحياة الثقافيّة والفلسفة في عصر نهاية الإنسان، فيما تستعرض الجلسة الثانية حدود الخطاب الفلسفيّ العربيّ المعاصر وآفاقه من خلال توصيف واقعه واستشراف مستقبله، وتتساءل عن إمكانيّة تحوّل أطروحات التفكّر الفلسفيّ العربيّ المعاصر إلى أنساقٍ فلسفيّة علميّة، وتتطرّق إلى قضيّة التقاطع بين الفلسفة والقضايا الاجتماعيّة والشأن العموميّ عربيّاً وتحدّد موقع الفلسفة في عصر التكنولوجيا.
أما الجلسة الثالثة فتستكمل رسم حدود الخطاب الفلسفيّ المعاصر وآفاقه، عن طريق استكشاف العلاقة، في العالم العربيّ، بين الفلسفة والأخلاقيّات، والفلسفة والتحليل النفسيّ، والفلسفة والدين، مسلّطةً الضوء على معوّقات الإبداع الفلسفيّ العربيّ المعاصر.
وتختتم الفعالية بجلسة رابعة تُعقد قبل ظهر يوم السبت 11 ماي 2024، بعنوان “في الحياة وفلسفة الحياة”، وستتناول تباعاً موضوع “في علاقة الفلسفة بالشعر”، وموضوع “الفلسفة النسويّة العربيّة وآفاقها”، وموضوع “فلسفة القانون وقانون الفلسفة”، وموضوع “تعليم الفلسفة للأطفال: دواعيه وأبعاده”، ثمّ تحاول الإجابة عن السؤال المحوريّ الآتي: “كيف ننهض بالفكر الفلسفيّ عربيّاً وعالميّاً؟”
وتتوج هذه الجلساتِ الأربع بجلسةٌ ختاميّة يتمّ فيها إطلاق كتاب “العرب والحراك الفلسفيّ اليوم”.