تدشين المعرض الدائم “ذاكرة أجيال” (1894 – 2004)
أشرفت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي، اليوم الجمعة 1 مارس 2024 بالمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، على تدشين المعرض الدائم “ذاكرة أجيال” (1894 – 2004)، وذلك بحضور عدد من ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الجمهورية التونسية وبمشاركة ثلّة من الفنانين والمبدعين في مجال الفنون التشكيلية والفاعلين في الشأن الثقافي.
يحمل هذا المعرض تسمية “ذاكرة أجيال”، وذلك لأن عملية الإنتاج الفني تندرج حتما في تاريخ العالم الواقعي: التاريخ العملي الاجرائي، تاريخ الثقافة والحضارة، وهو تاريخ الوطن بأكمله. ويضم هذا المعرض 300 لوحة فنية تصور القدرة الحرفية للفنان التونسي أثناء عمله.
وينقسم المعرض الى ثلاث فترات تاريخية، الأولى بداية من 1894 إلى غاية 2004،. وتمثل وفاء جليّا للرّوّاد من الآفاق الفنية المختلفة، فيما تحيّي المجموعة الثانية نشأة الفنّان التّونسي في “مدرسة تونس ومن عاصرها”. أما المجموعة الثالثة فينفتح المعرض الدّائم على مختلف الأجيال المعاصرة أين تتوفر الفرصة للأساليب الفنية المتنوعة لتتجلى في ما يكون الفنّان قادرا على ابداعه، خاصة مع نشوء الفن التونسي المعاصر.
وبالمناسبة، أكّدت الدكتورة حياة قطاط القرمازي أنّ معرض “المجموعة الدائمة” هو ثمرة أخرى من ثمار سعي وزارة الشؤون الثقافية والمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر إلى إيلاء الفن التشكيلي المكانة المستحقة، ومناسبة لإبراز مكامن التفرد والثراء في رصيدنا الوطني، وفيما صاغته أنامل الفنانين التونسيين على امتداد عقود من الزمن من أعمال تعكس رفعة الذائقة التونسيّة ورقيها، وتؤكد ما يتميز به المبدع التونسي من قدرة واقتدار في تطويع الرسوم والصور والأشكال والخطوط والحروف والألوان والضوء والظلال والمنحوتات وغيرها من صنوف الفن التشكيلي بمختلف مدارسه وأساليبه وأدواته، ليُشكّل لغة كونية معبرة عن أفكاره ورؤاه ورسائلها.
وتقدّمت وزيرة الشؤون الثقافية بالشكر إلى كلّ القائمين على إنجاز هذا المعرض المميز والمتنوع والمنفتح على جميع التوجهات الفنية والتيارات والمشارب والمدارس، وهو ما يعكس اليقين بأنّ التنوع والاختلاف هما من سمات الإبداع الإنساني وشروط تماسك النسيج الثقافي والمراهنة علي نشر ثقافة الحياة، وأن ثروة الأمم والمجتمعات الحقيقية تقاس بما كسبت من مهارات وما أنتجت من قيم كفيلة بتحقيق القيمة المضافة والارتقاء بالذوق، وتحقيق القدرة على الصمود في وجه كل التهديدات والمخاطر والانزلاقات أي كان مصدرها ومأتاها.
وتولّت وزيرة الشؤون الثقافية بالمناسبة تكريم عدد من الفنانين التشكيليين التونسيين وهم كوثر الجلازي بن عياد وبسمة هلال ومحمد الهادي العايب وفوزية الهيشري والصادق قمش. وذلك لما قدّموه من ابداع ولوحات فنية متميّزة للساحة التشكيلية التونسية طيلة عقدين من الزمن.