التراث
بيان وزارة الشؤون الثقافية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية
تحتفل بلادنا كسائر البلدان الأعضاء في اليونسكو وخاصة منها البلاد العربية باليوم العالمي للغة العربية، اليوم 18 ديسمبر 2023، وهو احتفال أقرّته الأمم المتحدة منذ 18 ديسمبر 2012.
ويكتسي احتفال هذه السنة طابعا خاصا إذ أنه يتزامن مع ذكرى مرور خمسين سنة على إقرار اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة.
ولابدّ من التذكير بأن بلادنا تُولي للغة العربية المنزلة التي تستحق، باعتبارها إحدى مقوّمات الهوية والضمير الوطني، فاللغة قوام التواصل.
ولئن كان الاحتفال مناسبةً سنوية، فإن بلادنا ما انفكّت تشجّع على تطوير مناهج تعليم اللغة حتى تكون منفتحة ومستساغة للناطقين بها ولمن يروم تعلّمها من غير الناطقين بالضاد.
ومواكبة لتطورات عصر العولمة المتسارعةِ أحداثُه، تُشجع تونس كل الباحثين العاملين في حقل اللّسانيات على الانخراط في المنظومات الإعلامية واعتماد الذكاء الاصطناعي من أجل بلورة منظومات وصياغة خوارزميات تسمح للعربية بأن تقتحم عالم الإعلامية والرقمنة، باستعمال الحروف والكلمات العربية.
وهنا بالذات تكمن التحدّيات المطروحة على مهندسي الإعلامية في تعاملهم مع المختصّين في اللسان العربي والأدب والشعر ومختلف العلوم واستجابتهم لطلباتهم.
إن الاحتفال لرمزي، إلا أنه مناسبة مفتوحة للحوار حول مدى حضور اللغة العربية في العالم، إذ يتكلمها أكثر من 400 مليون نسمة، ومدى تأثيرها في إنتاج المعرفة والمساهمة في النهوض بالمجتمعات وتطويرها عبر الشعر أو تأثيرها على الفنون بأنواعها (الرسم والزخرفة والموسيقى والغناء …)مما يجعلها أداة في التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات في عصر مُعَوْلَم.
فالشعر والإبداعات الفنية التي تتخذ العربية وحروفها للتعبير، إنما تجعل منها أداة تواصل.
هذا وتلتئم احتفالية اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية هذه السنة تحت شعار “العربية، لغة الشعر والفنون”
وهي مجالات حية تحث عليها وزارة الشؤون الثقافية عبر تشجيع الإنتاج والإبداع، بتنظيم الدورات والمسابقات والمهرجانات والجوائز بصفة دائمة على امتداد شهور السنة.
وقد جاء في كلمة السيدة وزيرة الشؤون الثقافية في افتتاح المؤتمر الدولي الذي انتظم في الألكسو يوم 7 ديسمبر الجاري تحت عنوان ” اللسان العربي وحِوارية الجِوار اللغوي” فقرات تعبّر عن مدى اهتمام الوزارة بواقع اللغة العربية وآفاق تطويرها ” … وكيفية النهوض بها وبيان مدى قدرتها على أن تكون لغةً مساهِمة في التطور الحضاري وفاعلة في التجربة الإنسانية ومواكبةً للرقيّ المجتمعي سياسيا وثقافيا واقتصاديا وعلميا وأدبيا.
ويجب أن يتّجه تركيزنا على الواقع الحالي لصناعة المحتوى الرقمي باللغة العربية وآليات تطويره، وذلك في علاقة باستخدام اللغة العربية بشبكة الانترنت، والقضايا التي تواجهها الهوية واللغة في عصر المعلومات والعولمة”.
وبخصوص المخاطر والتهديدات أكّدت السيدة الوزيرة على أنه “… من تجلّيات الخوف من تراجع موقع اللغة العربية بين نظيراتها، أن يعيش العرب ثورة في مجال تكنولوجيا المعلومات، ولا يستطيعون مُجاراة نَسَقِها … ومحدودية توظيف شبكة الانترنت وما توفره الثورة الصناعية الرابعة … وإن ضعف المحتوى الرقمي باللغة العربية يُشكّل أحد العقبات التي تواجه الدول العربية لبناء اقتصاد يقوم على المعرفة”.