على بعد 6 كيلومتر عن مدينة توزر، وعلى ضفاف الطريق الجهوية بين مدينتي توزر ودقاش، وأمام غابات من النخيل المنتشرة، يتربّع موقع كستيليا الأثري بدقاش فيطلّ على مشارف شطّ الجريد، أيقونة الصحراء التونسية، ليكشف لنا عن سحر المناخ الصّحراوي الهادئ الذي تتميّز به ولاية توزر والثراء التاريخي والحضاري والثقافي للمنطقة.
كشفت حفريات موقع كستيليا الأثري بدقاش التي تمت تحت إشراف خبراء المعهد الوطني للتّراث عن وجود كنيسة مسيحية تعود إلى الفترة الرومانية المتأخّرة أي حوالي القرن الخامس ميلادي، إلى جانب مباني مخصّصة لرجال الدين حيث تم اكتشاف وجود مجموعة من الجرار والأواني والعديد من النقود وقناديل وأواني خزفية متنوّعة.
تبلغ مساحة هذه الكنيسة 140 مترا مربعا ويصل ارتفاعها إلى 3.70 متر، فيما يبلغ طولها 15.50 متر وعرضها 9.48 متر، دون احتساب الجزء الأمامي الذي وقع إتلافه سنة 2000.
تمتلك كنيسة كستيليا كبقية الكنائس المسيحية محراب نصف دائري يقع في امتداد الرواق الاوسط ، بعمق 3.20 متر وعرضه يتوافق مع عرض الرواق الأوسط، كما هو الحال في جميع الكنائس الأفريقية تقريبا، يحتوي على غرف ملحقة على جانبي المحراب تتواصل بينها عبر ممرّ بعرض 0.40 متر للغرفة الشمالية.
اما بالنسبة للمعبد فهو مستطيل الشكل يقع في منتصف الرواق الاوسط ومبني بالحجر الأبيض. تحدها أربعة أعمدة من الحجر الجيري الأبيض، تفصل بينهما 1,93 مترا على كل جانب ولا يتجاوز ارتفاعها في المتوسط 1.20 مترا، المعبد محاط بأخدود وهو مفصول على الجانب الشرقي والجانب الغربي بواسطة عمر بعرض 0.60 متر.
وفي إطار زيارتها التي تؤديها إلى ولاية توزر اليوم الخميس 14 ديسمبر 2023، عاينت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي، مرفوقة بوالي الجهة السيد محمد أيمن البجاوي، وضعية هذا المعلم التاريخي المهمّ واطلعت على مختلف مفرداته.
وشدّدت السيدة الوزيرة على ضرورة تكاتف كل المجهودات الوطنية والجهوية والسلط المحلية ومكونات المجتمع المدني لحماية هذا المعلم من كلّ أشكال الإتلاف والمحافظة عليه، داعية إلى أهمية التفكير في تسييج محيطه الخارجي ومراقبته.