ضمن سلسلة اللقاءات الدورية مع المندوبين الجهوين للثقافة استقبلت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي اليوم الأربعاء 1 نوفمبر 2023 المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بولاية بنزرت السيد فوزي بن قيراط مرفوقا بعدد من الإطارات الجهوية، وذلك بحضور مجموعة من إطارات الوزارة.
وبعد اطلاعها على عرض مفصل لواقع المنشآت والمؤسسات الثقافية والمواقع الأثرية ببنزرت، أكدت السيدة الوزيرة، مرة أخرى، على الدور الموكول لمندوب الشؤون الثقافية لإيجاد الحلول الممكنة، في أقرب الآجال، لمختلف العوائق والمشاكل التي تعترض سير العمل الثقافي بالجهة، وذلك بالتنسيق مع الإدارات المركزية بالوزارة ومع الجهات المحلية من مسؤولين ومجتمع مدني وأهالي.
من جهة أخرى، أشارت السيدة الوزيرة إلى المخزون الحضاري والتاريخي والموروث العقاري التي تزخر به ولاية بنزرت الذي يعود إلى فترات تاريخية هامة ولعلّ آخرها فترة الحماية الفرنسية، مؤكدة على أهمية التفكير في سبل استغلال هذه البناءات التي تعود ملكيتها في أغلب الأحيان إلى الدولة التونسية لترسيمها في مرحلة أولى ضمن المعالم التاريخية ثم تطويعها في مرحلة ثانية للعمل الثقافي كدور ثقافة أو متاحف أو مخابر إبداع.
وشددت وزيرة الشؤون الثقافية بالمناسبة على مسألة ممارسة الثقافة خارج الأسوار والتوقف عن إنشاء بناءات ضخمة تتطلب اعتمادات مالية كبيرة وفترة زمنية مطوّلة والتوجه نحو بعث هياكل خفيفة أو التنسيق مع الوزارات المعنية لاستغلال المؤسسات التربوية والشبابية، بهدف الاقتراب أكثر من الأطفال والشباب والناشئة وترغيبهم أكثر في الثقافة.
كما دعت الدكتورة حياة قطاط القرمازي إلى مراجعة توقيت عمل دور الثقافة حتى تتلائم مع أوقات فراغ روادها وتحديدا خارج الزمن المدرسي، مشيرة إلى أهمية التنسيق مع وزارة تكنولوجيات الاتصال لفك عزلة بعض القرى التي لم يتم ربطها بشبكة الانترنت إلى اليوم وتمكينها في الاثناء بوسائل بديلة للانترنت.
ودعت السيدة الوزيرة المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية إلى التنسيق مع المكتبة السينمائية لعرض مجموعة من الأفلام أسبوعيا داخل معتمديات ولاية بنزرت وإنشاء نوادي ثقافية تروّج لخصوصيات الجهة، على غرار نادي لفخار سجنان المسجل في قائمة التراث غير المادي لليونسكو والتعريف به لدى الناشئة.
أما في ما يتعلق بالمهرجانات، دعت السيدة الوزيرة إلى أهمية إعادة النظر في منظومة التظاهرات الكبرى، وأن تتكفل المندوبية الجهوية ببنزرت بتنظيمها والإشراف عليها ومراقبتها، خصوصا على مستوى المضمون بما يليق بتاريخ الجهة وحاضرها ويساهم في الترويج لخصوصياها، إلى جانب تشجيع أبناء المنطقة المتميزيين في كل مجالات الثقافة.
وفي ختام الجلسة، طالبت السيدة وزيرة الشؤون الثقافية المندوبين الجهويين بإعداد جرد كامل للمباني والمعدات والموارد البشرية حتى يتسنى إصلاح البيت الداخلي على أسس سليمة بما يسمح بطرح رؤية ثقافية تستجيب لمتطلبات العصر.