انطلاق أشغال الفريق التونسي الصّيني في التدخّل العلمي والمحافظة والتثمين للموقع الأثري ببن عروس
تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وبالشراكة بين المعهد الوطني للتراث والمركز الوطني للبحوث الاثرية بالصين انطلقت منذ يوم الأربعاء 25 أكتوبر 2023 المرحلة العملية من أشغال الدراسات العلمية والمحافظة والتثمين للموقع الأثري ببن عروس، والذي تمّ اكتشافه عفويا سنة 2019، وذلك خلال أشغال تشييد المركب الثقافي والرياضي للشباب المموّل أيضا من قبل جمهورية الصين الشعبية.
وبتدخّل الجهات المختصّة بوزارة الشؤون الثقافية وبالتعاون مع بلدية بن عروس تمّ التحديد الأولي لهذا الموقع الأثري الذي لن يضاف إلى المساحة الجملية للمركب الثقافي والشبابي المذكور، بعد أن أصبح ضمن برامج المعهد الوطني للتراث في الإنقاذ منذ سنة 2019.
وتبلغ مساحة هذا الموقع 9000 متر مربّع، متكوّنة أساسا من معلم رئيسي وهو المعبد الذي يعود تشييده إلى الفترة القرطاجية مع تواصل استعماله في الفترة الرومانية، وهو معبد مربّع الشكل يبلغ طول ضلعه 16 مترا.
كما تمّ اكتشاف عدد من بقايا الأحياء السكنية التي تواصل استعمالها من الفترة الرّومانية وحتى نهاية الفترة القديمة، فضلا عن عدد من المعاصر التي تعود أيضا إلى الفترة الرّومانية.
ووفقا لبنود اتّفاقية التعاون التي وقعت في شهر جوان المنقضي، فقد انطلق الفريقان التونسي والصّيني في بداية هذا الأسبوع في اشغال المرحلة الأولى والخاصّة بالمسح الجيوفيزيائي التي ستتواصل طيلة شهر تقريبا، والتي ستحدد طبيعة هذه المنطقة ومختلف مكوّناتها الأثرية، مستخدمين لذلك آلة المسح الجيوفيزيائي “جيورادار”.
وينتقل الفريق العلمي فيما بعد إلى مرحلة الحفريات الأثرية، وهي مرحلة متابعة دقيقة ومعمّقة لاكتشاف مختلف المكوّنات والكشف عنها وتقسيمها وتحديد هويتها بشكل جيّد، ووفق مقاييس تضمن احترام تسلسل الطّبقات الأثرية والفصل بينها.
وبعد انتهاء مرحلة الحفريات، يتم في وقت لاحق دراسة اللّقى الأثرية، وتساعد هذه اللّقى إن كانت مثلا من فخار أو عملات معدنية في تأريخ الأزمنة التي يقع الاشتغال على اكتشافها عبر الحفر، لنمرّ في مرحلة أخيرة إلى ترميم الموقع وحمايته وتثمينه، وإعادة تهيئته عبر تركيز اللافتات التعريفية ومسالك للزيارة لتهيئة الموقع الاثري عموما ليكون محلّ اهتمام الزوار لاكتشافه.
وللتذكير، تتواصل أشغال الفريق التونسي الصّيني لإنجاز هذه المرحلة من إعادة تهيئة موقع بن عروس إلى موفّى شهر ديسمبر من سنة 2023، فيما يتواصل التعاون التونسي مع المركز الوطني للبحوث الأثرية بالصّين إلى موفى شهر جوان 2026، لتحدّد المحاور الكبرى لعمل هذا الفريق بين اكتشاف الموقع وتحديد مختلف مكوّناته وانطلاق الحفريات ودراسة المواد الأثرية المكتشفة ونشر نتائج الأبحاث الخاصّة بها وتحليلها، والسعي في مرحلة أخيرة إلى صيانة الموقع وتثمينه والمحافظة عليه.