يعود تأسيس المتحف إلى أواخر القرن الثامن عشر، خصصت للمتحف بناية حديثة مجاورة تم تدشينها بتاريخ 17 ديسمبر 2008 تتقدمها حديقة بها بعض القطع المتأتية من موقعي ميننكس وقلالة.
جمع المتحف التحف والأدوات التقليدية التي وزعت حسب محاور متعددة مدعّمة بمجسّمات ومشاهد وصور كبيرة الحجم لتمكن الزائر من مواكبة “الجْرابة” من خلال هذا العرض الذي يمر بكافة أطوار الحياة اليومية من عمل شاق الى المناسبات والأفراح مرورا بعالم الصناعات التقليدية الى عالم المبدعين.
وينطلق المسلك التراثي بهذا المتحف من قاعات العروض وفضاء فسيح به لوحات تفسيرية كتبت بلغات عديدة هي عبارة عن تقديم تاريخي وجغرافي لجزيرة جربة تستعرض من خلالها أهم المحطات الحضارية التي عرفتها العصور القديمة إلى العهد الحديث، قبل الاتجاه إلى قاعة خصصت للفلاحة التقليدية والصيد البحري الذي يمثل موردا هاما لسكان المنطقة.
ويشمل المسلك أيضا قاعة لعرض منتوجات الصوف والفخار، وهي صناعة عرفت أوجها في بدايات القرن العشرين حيث كان يباع داخل البلاد التونسية وخارجها في موانئ بجاية وإسكندرية واليونان.
هذا بالإضافة إلى قاعة أخرى لعرض منتوجات صناعة الحلي واللباس “الجربي” الذي يلعب دورا مهما في تثبيت الهوية لدى متساكني الجزيرة، إذ تتشبث نساء كل حي برداء منسوج خاص بهنّ.
وينتهي هذا المسلك إلى فضاء مخصص للموسيقى وللمشاهد الاحتفالية المتعلقة بالزواج حيث يغوص الزائر بواسطة محامل مكتوبة ومصورة ومسجلة مختلفة في خصوصيات هذا العرس التقليدي ويكتشف عادات مميزة.
يرحل هذا المتحف بالزائر عبر محطات التراث التقليدي إلى جزيرة جربة المتنوعة ثقافيا وعرقيا ودينيا حيث يمثل العيش المشترك إحدى أبرز ملامحها.