التراث
إعادة فتح المتحف الوطني بباردو: ترميم لوحات فسيفسائية ومنحوتات رومانية وتغييرات متميزة في طريقة العرض المتحفي
إعادة فتح المتحف الوطني بباردو:
ترميم لوحات فسيفسائية ومنحوتات رومانية وتغييرات متميزة في طريقة العرض المتحفي
أعلنت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي اليوم الأربعاء 13 سبتمبر 2023 عن إعادة فتح المتحف الوطني بباردو بعد الانتهاء من أشغال ترميم عدد مهم من الفسيفساء والمنحوتات الرومانية وإحداث مجموعة من قاعات العرض الجديد كان ذلك بحضور عدد من السفراء المعتمدين لدى الجمهورية التونسية وممثلين عن السلك الدبلوماسي وإطارات الوزارة.
وشملت الأشغال ترميم 29 قطعة فسيفساء ومنحوتتين و3 نقش غائر بقاعة أوذنة وصيانة 22 لوحة فسيفساء مختلفة الأحجام بقاعة ألتيبيروس بالطابق الأول، كما تم ترميم 13 قطعة فسيفساء ورفع هيكل إضاءة كان مخصصا للمعارض المؤقتة بقاعة سوسة.
وفي السياق نفسه، شهد المتحف الوطني بباردو مجموعة من التغييرات في طريقة العرض المتحفي حيث تم بالبهو الرئيسي عرض اللوحة الفسيفسائية لجزر ومدن البحر الأبيض المتوسط منحوتة، مؤقتا، وهي لوحة تم اكتشافها في منطقة حيدرة من ولاية القصرين خلال شتاء 1995.
كما تم عرض منحوتة “كونكورد” آلهة السلام مجانبة للنصب التذكاري لضحايا حادثة باردو كمركز سلام وتسامح للإنسانية جمعاء، فيما تم تغيير كل محتوى قاعة القيروان بالجناح الاسلامي، فضلا عن إضافة منحوتة لرجل يرتدي ثوبا ملفوفا من معبد ساتورنوس ونقيشة جنائزية للمربية كورناليا فورتوناتا بقاعة دقة.
هذا إلى جانب إتمام أشغال قاعة الصهاريج (التوابيت) للعالم الجنائزي الوثني والمسيحي للفترة الرومانية وإضافة 9 قطع أثرية، كما تم عرض لوحة فسيفسائية تمثّل انتصار ديونيزوس اله الكروم والنباتات والخصوبة.
وفي إطار متصل شهد المتحف الوطني بباردو احداث واجهات لعرض فخار سجنان واحداث قاعة جديدة للرق الازرق، وهو مصحف معروف يمثل جزء من مجموعة ضخمة من المخطوطات.
وبهذه المناسبة القت وزيرة الشؤون الثقافية كلمة ترحيبية أشارت خلالها إلى أهمية قصر باردو لكونه معلما مرتبا يحظى بعناية فائقة من قبل مصالح الوزارة، للمحافظة عليه وتثمينه، حيث شهد العديد من التدخلات في فترات سابقة قصد توسعته أو صيانته ولعل آخرها ما بين 2010-2012 حين أصبح “القصر الحسيني” لا يتسع لإحتضان ما تزخر به بلادنا من ثروات تراثية وقطع ومجموعات نادرة لا سيما المجموعات الفسيفسائية والنقدية والتماثيل والمخطوطات…، موضحة أن هذه التوسعة مثلت حدثا هاما في تاريخ المتحف من الناحية المعمارية حيث امتزج الطابع العربي – الأندلسي بالطابع المعماري المعاصر ليضيف للمتحف ثراء معماريا وثراء في الأنشطة التربوية والتكنولوجية الحديثة.
ودعت الدكتورة حياة قطاط القرمازي إلى ضرورة اكتشاف المتحف من جديد والاطلاع على ما قامت به الفرق المتخصصة أثناء فترة غلقه الأخيرة من أشغال صيانة وترميم عدد من القطع المتحفية واللوحات الفسيفسائية وتجديد تجهيزات المراقبة وتثمين كنوز نادرة تُعرض لأول مرة وأخرى تمت إعادة عرضها بما يليق بقيمتها التاريخية والأثرية.