التراث
وزيرة الشؤون الثقافية تشرف على اختتام شهر التراث وتؤكد سنّ مقاربة جديدة لتثمين التراث
أشرفت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي على فعاليات اختتام الدورة الثانية والثلاثين لشهر التراث اليوم الخميس 18 ماي 2023 المتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف بالمتحف الأثري بالجم مدينة الحضارة والصيت العالمي وقيمة إنسانية استثنائية وذلك بحضور السيد عبد الفتاح شقشوق والي المهدية وعدد من مسؤولي الجهة وإطارات وزارة الشؤون الثقافية.
وفي كلمة ألقتها بالمناسبة أكدت وزيرة الشؤون الثقافية أن شهر التراث وشعاره هذه السنة “تراثنا موروث حضاري.. مورد اقتصادي” يعد “محطة رئيسية ضمن الأنشطة الثقافية السنوية التي تنظمها الوزارة ومختلف المؤسسات والجمعيات التي تعنى بالتراث وأن توجهات الوزارة الكبرى تجعل هذا القطاع ضمن المسائل الجوهرية الجديرة بالاهتمام والمتابعة ليكون تثمين ارثنا المادي وغير المادي وإحيائه وإدراجه في الدورة الاقتصادية جهدا يوميا متواصلا على مدار السنة وتأسيسا على ذلك ينبغي أن يكون الاحتفاء بشهر التراث المناسبة المثلى للتذكير بالأهمية القصوى لهذا القطاع ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وتثمينا لما تحتكم عليه بلادنا من ثراء حضاري وتاريخي لا ينبغي له أن يظلّ كنزا مخفيّا”.
وفي سياق متصل، شددت وزيرة الشؤون الثقافية على أن تنظيم التظاهرات والندوات والاحتفاليات الخاصة بإرثنا الحضاري والثقافي هو خطوة نحو جلب أنظار العالم إليه وطرح سبل التفكير في تطوير الترويج له وحسن استثماره كأحد أهم القطاعات التي تعرف ببلادنا لجعلها وجهة مفضّلة في مختلف أرجاء المعمورة وتساهم في اشعاعها دوليا.
مذكرة بتوجه وزارة الشؤون الثقافية الاستراتيجي نحو تعزيز مساهمة هذا القطاع في التنمية وخلق الثروة ورفع نسبة التشغيلية ليكون منتجا اقتصاديا بامتياز ببعديه المادي وغير المادي وليكون التراث محرّكا أساسيّا من محركات التّنمية ورافدا من روافد الاقتصاد و خلق فرص العمل خاصة للشباب.
وعلى المستوى التشريعي أكدت السيدة الوزيرة على ضرورة سنّ القوانين والتشريعات لتنظيم قطاع استغلال التراث الثقافي وتعديل الإجراءات المتعلقة باستثماره في اتجاه تدعيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتخفيفها وتذليل الصعوبات المتعلقة بها وتحقيق مردودية أفضل لها وإيجاد الآليات اللازمة لدعم مبادرات الاستثمار وتحفيز المستثمرين الخواص والباعثين الشبان على إنجاز مشاريع تتعلق بالتراث والثقافة على غرار مشاريع الحرف والصناعات التقليدية والمنتجات الثقافية التي هي من أهم أسس المقاربة الاقتصادية في قطاع التراث.
كما اعتبرت الدكتورة حياة قطاط القرمازي أنّ التطور التكنولوجي وعمليات الرقمنة خاصة في إنتاج البيانات الضخمة وسرعة معالجتها وسهولة نشرها قصد تحقيق مقاربة جديدة لتثمين التراث وترويجه وجعله صناعة رقمية هو الحل الأمثل لتوظيف التراث بمختلف عناصره ودعم المشاريع الثقافية الرقمية، لذلك شرعت وزارة الشؤون الثقافية في إحداث المراكز الإبداعية التي تتمتع ببنية تحتيّة رقميّة مؤمّنة وشبكة اتصال متطوّرة ونظام معلوماتي مندمج وتوفّر بيئة عمل جماعية تمكّن من جمع البيانات وتبويبها بهدف توفير المادة الأولية للإبداع والابتكار التكنولوجي في هذا الميدان باستعمال التكنولوجيات الحديثة خاصة منها الواقع الافتراضي والمعزّز والمختلط والذكاء الاصطناعي، ويمكن لها بلورة هذه المعطيات في شكل مشاريع رقمية ذات مردوديّة عالية تساهم في توظيف التراث واستغلاله وتثمينه بما يعزز الحركية الاقتصادية الجهوية والوطنية ويٌكسب الوجهة التونسية مزيدا من القدرة التنافسية بين البلدان.
وقد شهدت احتفالية اختتام شهر التراث تنظيم عدد من الأنشطة حيث اطلعت وزيرة الشؤون الثقافية على عدد من منشورات وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمعهد الوطني للتراث بالشراكة مع مكونات المجتمع المدني المختصة في مجال التاريخ والتراث بالإضافة إلى تنظيم إدارة العمل الثقافي صالون نوادي التراث الذي ضم لوحات فنية تشكيلية ومنتوجات خزفية وأخرى من الصناعات التقليدية، مع عرض منتوجات من صناعة الحليّ لأبناء المعهد العالي للفنون والحرف بالمهدية..
كما شاركت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بتقديم عرض فرجوي بعنوان “الطرق والمنازل الرومانية” بالشراكة مع جمعية “نحن نحب الجم”، إلى جانب عرض من الغناء الاركسترالي من تقديم جمعية مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية.