أخبار ثقافيةالجهات
في مجلس جهوي بولاية سيدي بوزيد: وزيرة الشؤون الثقافية تؤكد التوجه نحو إحداث متحف وطني يؤرخ للثورة التونسية ويكون قبلة للباحثين والمختصين في المجال
في إطار زيارتها الميدانية إلى ولاية سيدي بوزيد، أشرفت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي الثلاثاء 8 مارس 2022 بحضور المعتمد الاول والمكلف بتسيير شؤون الولاية السيد فتحي بن رابح على المجلس الجهوي للثقافة للاطلاع على سير الفعل الثقافي بالجهة وطرق تطويره ووضعية عدد من المؤسسات الثقافية والمهرجانات الصيفية.
وشارك في هذا المجلس مجموعة من الفنانين والمبدعين والاطارات المحلية والجهوية ومديري المهرجانات الصيفية والتظاهرات الثقافية وممثلين عن مكونات المجتمع المدني والفاعلين في الحقل الثقافي بالجهة.
وبالمناسبة اطلعت وزيرة الشؤون الثقافية على عرض مفصّل لواقع قطاع الثقافة والإبداع بولاية سيدي بوزيد وضبط مختلف عناصره ومكوناته كما تم تقديم تشخيص للبنية التحتية لعدد من المؤسسات الثقافية والمواقع التاريخية ولمحة عن جملة المشاريع المعطّلة وأسبابها.
وفي هذا الاطار تقدّم الحاضرون بطرح جملة من الاشكاليات العالقة الخاصة بواقع العمل الثقافي بولاية سيدي بوزيد، مشيرين إلى حرصهم الكامل على المضي قدما نحو الارتقاء بالمضامين الثقافية والإبداعية بما من شأنه أن يعكس تاريخ الجهة الحضاري والتراثي والفني والثقافي.
من جهتها، شددت الدكتورة حياة قطاط القرمازي على حرص وزارة الشؤون الثقافية وكل المؤسسات الراجعة لها بالنظر والجهات المعنية على إحداث متحف وطني للثورة التونسية في ولاية سيدي بوزيد يشعّ على كلّ الولايات المساهمة في اندلاع هذه الثورة ويكون قبلة متميزة للباحثين والمتخصصين في مجال تأريخ الثورات.
كما أوضحت وزيرة الشؤون الثقافية أن من أبرز أولويات الوزارة مراجعة كل التشريعات القانونية التي كبّلت حرية المبدعين والمثقفين على مرّ عقود من الزمن وساهمت في عرقلة العمل الإبداعي، مشيرة إلى أنها اختارت عنوان هذه المرحلة “الحق في الثقافة للجميع” دون أي استثناء.
ودعت السيدة الوزيرة كل الفاعلين في المشهد الثقافي بولاية سيدي بوزيد إلى تقديم مجموعة من المقترحات العملية كلٌّ من مجاله لوضع برامج وطنية ابداعية تتماشى مع الخصوصية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للجهة من جهة، والارتقاء بالممارسة الثقافية وتعزيز مكانة الفاعلين الثقافيين في النسيج الاجتماعي والمسار التنموي من جهة أخرى.
وأشارت الدكتورة حياة قطاط القرمازي إلى ضرورة البحث عن أساليب متطورة لتطوير موارد ولاية سيدي ثقافيا والتعبير عن هويتها وفسح المجال أكثر أمام المبدعين الشبان وأصحاب المبادرات العمومية والخاصة للاستثمار في المجال الثقافي من خلال توظيف المخزون التراثي والحضاري والفني للجهة ضمن قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية بالاعتماد على التكنولوجيات الحديثة والوسائل التقنية المتطورة.
وفي الختام أكدت وزيرة الشؤون الثقافية على ضرورة تعزيز دور المواطن في بناء شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص باعتبار أن ولاية سيدي بوزيد من خلال كونها مبعث شرارة الثورة التونسية ساهمت في إدراك أن الشعوب هي من تسعى إلى نيل مرادها وتغيير واقعها وتقرير مصيرها وإعادة صياغة المفهوم العام لمصطلح المواطنة.