“العمل في المسرح هو عمل مقدس”، هكذا تحدث المسرحي الباكستاني شهيد نديم في رسالته لمسرحيّي العالم بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، وهكذا أقدّم تحيّتي لكلّ المحافظين على قداسة المسرح في تونس، أرفع لهم قبعة الاحترام وأشاركهم حملا ثقيلا أتت به الأزمة الراهنة التي سنتجاوزها معا قريبا وسنكون بعدها أقوى وأمتن.
الفن هو الحياة، والمسرح على وجه الخصوص، هو سيّد المشهد، وهو في تونس إرث عظيم وراهن لا يكفّ عن التجدّد. المسرح هويتنا وانتماؤنا، حقيقتنا العارية من كل تجميل والغارقة في الجمالية في نفس الوقت، المسرح هو نحن، وهو شعلتنا نحو مستقبل أجيال واعية وحيّة الضمائر. المسرح ملك لمبدعيه ومرآة لمشاهديه.
في هذا اليوم، في هذا العيد، نجدّد وعدنا بالانتصار للمسرح على الجهل وعلى محدودية الإمكانيات وعلى كل أشكال التطرف.
في هذا اليوم، نتوجه بعبارات الإكبار والتقدير لكل من مرّوا على كلّ ركح في هذا البلد، كلّ من كتب نصّا أو أخرج عرضا أو أضاء مسرحا وصمم صوتا، لكل الممثلين الذين أبدعوا ويبدعون كلّ يوم ذواتا تشبهنا من أرواحهم.
في هذا اليوم، تحية حب وعرفان لمن رحلوا عن هذا المشهد تاركين ما أبدعوه ظلالا تدلنا على الطريق.
في هذا اليوم، دائما وإلى الأبد، سيعيش المسرح حرا وستعيش تونس حرة بمسرحها ومبدعيها.
عاشت تونس سيدة نفسها
شيراز العتيري
