احداث متحف جـــهوي بسليانة
يعد مشروع بعث المتحف الجهوي بولاية سليانة، أحد أهم المشاريع التي شرعت دائرة التنمية المتحفية (المعهد الوطني للتراث) في الإعداد له منذ فترة، خاصة وأنه يمثل مشروعا هاما حجما وشكلا وتكلفة وستكون له أبعاد ثقافية واقتصادية تتجاوز نتائجها الإيجابية كامل الجهة.
واعتبارا لأهمية هذا المشروع، فقد أولاه المعهد الوطني للتراث عناية خاصة، جسدها عدد كبير من جلسات العمل المنعقدة منذ مدة بصفة دورية، التى أثرتها النقاشات والمباحثات ورصد مختلف الاراء لوضع التصورات العلمية والفنية الكفيلة بصياغة البرنامج العلمي والوظيفي للمتحف وحسن الإعداد لمتطلبات إنجازه، استئناسا في ذلك باراء وخبراء عدد من المختصين العلميين والفنيين سواء المنتمين منهم إلى دائرة التنمية المتحفية أو المعهد الوطني للتراث، ليحقق هذا المشروع تطلعات ولاية سليانة التي تزخر برصيد أثري وتاريخي مادي ولامادي ويستجيب لانتظارات أبنائها، فيكون مشروعا رائدا فاعلا في التمنية الجهوية وداعما لها.
يمسح العقار المخصص لإنشاء المتحف حوالي ()4.00 م2 وهو يحتل موقعا استراتيجيا وسط مركز ولاية سليانة، ومن المقرر أن يتم استغلال كافة هذه المساحة لإنشاء متحف عصري نموذجي في هندسته وأبعاده الوظيفية وكافة محتوياته ليكون قطبا ثقافية يستقطب اهتمام الزائرين بكافة شرائحهم العمرية ومستوياتهم العلمية والثقافية.
واعتبارا لخصوصية المشروع وأهميته وتنوع الرصيد الأثري والتاريخي للجهة، تم تكوين لجنتين لجنة هندسية وفنية ولجنة علمية وهما لجنتان موسعتان تضمان عددا من المهندسين والفنيين والإداريين إضافة إلى ثلة من الباحثين المختصين بهدف دراسة كافة المقترحات المتعلقة بعناصر العرض المتحفي ومناقشتها، بغية صياغة الاتفاق النهائي حولها وتتجه هذه المقترحات عموما نحو تقديم سبعة محاور وهي:
• فضاء خاص بالحضارة الجلمودية وشواهد القبور اللوبية وطوفات هنشير الحامي.
• فضاء خاص بالحروب البونية وتاريخ ملاحم القائد حنبعل مع تسليط الضوء على معركة زامة عبر عرض وثائق تاريخية وأشرطة سمعية بصرية وقطع أثرية.
• فضاء خاص بالتراث الثقافي المادي الخاص لجهة سليانة.
• تخصيص جناح للتعريف بالتراث اللامادي للجهة مع توفير فضاءات لاحتضان ورشات تراثية قارة أو وقتية.
هذا وسيتم إنجاز مجسدات ثلاثية الأبعاد بالمقاسات الطبيعية لأهم المعالم التاريخية بالجهة وإنجاز فيلم مستوحى من معركة زاما وسيتم عرضهما بصفة دائمة بالمتحف بواسطة التقنيات الرقمية الحديثة للمشاهدة الافتراضية.
معوقات المشروع والحل البديل :
رغم أهمية المساحة المخصصة للمشروع التي تمسح ()4.00 مد ورغم أهمية موقعها الإستراتيجي فإنه يستحيل اعتمادها كاملة لأن الإعتماد المقترح منذ سنة 2015 لم يعد يفي بالغرض نظرا لارتفاع الأسعار بحيث يستحيل تكييفه وفق مختلف متطلبات المشروع لذا تقرر بالإستناد إلى تقديرات مصالحنا الفنية المختصة اعتماد مساحة 0()2.2 مد باعتبار ها المساحة التي يمكن أن تتطابق مع الإعتمادات المقترحة والبالغة 7,5 مليون دينار والتي بالكاد تغطي جميع مراحل المشروع .
إعداد الدراسات الضرورية لإنجاز الملفات الخاصة بالمناظرة الوطنية:
وقد عملت المصالح الفنية بالدائرة على تحديد الضوابط المرجعية العلمية والهندسية الضرورية لفتح المناظرة الوطنية للهندسة المعمارية، التي هي الأساس في اختيار التصور الهندسي الأفضل الذي يستجيب لمقومات التناغم والانسجام بين الرؤى العلمية والهندسية والأبعاد الثقافية والتاريخية والاقتصادية لمؤسسة متحفية تراعي المعايير الحديثة للعرض المتحفي وتقدم لكافة عناصر التراث المادي واللامادي الثري والمتنوع الذي تزخر به ولاية سليانة وتتضمن المناظرة الوطنية:
– الهندسة المعمارية
– الهندسة المدنية
– هندسة التهوئة والتكييف
الهندسة الكهربائية
– هندسة الطرقات والأشغال المختلفة ” VRD «
– هندسة الإضاءة
– الدراسات المتحفية والسينوغرافية
– الهندسة الطاقية
• مكاتب المراقبة في جميع الإختصاصات المذكورة سابقا.
إسناد منح للعروض المختارة والمصنفة:
سنعمل على تخصيص اعتماد يخص منح المكافئات المضبوطة بالمناظرة الوطنية في الهندسة المعمارية لفائدة أصحاب العروض المميزة المختارة والمصنفة حسب الضوابط والمقاييس المعتمدة ثم تتم في مرحلة لاحقة مطالبة صاحب أفضل مشروع بتقديم المشروع بتفاصيله التقنية وبقائمة المتدخلين من الشركات ذات الإختصصات العديدة وذلك في غضون شهرين (édétaill projet avant ) .
الإجراءات الترتيبية لفتح المناظرة الهندسية المعارية :
سينجز المتحف بكافة مرافقه وملحقاته ومكوناته استنادا إلى نتائج المناظرة الوطنية للهندسة المعمارية التي سيعلن عنها وفق ما تنص عليه القوانين المعمول بها في المشاريع العمومية.