وزير الشؤون الثقافية يشرف على ورشة عمل إقليمية لفائدة الأطر العاملة في اللجان الوطنية للإيسيسكو حول الإدارة الثقافية
الثقافة هي المحور الذي تدور حوله كل مؤشرات التنمية الثقافية
في إطار الاحتفاء بتونس عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية لسنة 2019، أشرف وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين صباح اليوم الخميس 01 أوت 2019 على افتتاح أشغال ورشة عمل إقليمية لفائدة الأطر العاملة في اللجان الوطنية حول الإدارة الثقافية التي تنظمها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وتتواصل إلى غاية السبت 03 أوت 2019.
وحضر افتتاح الورشة العميد شوقي الطيب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وحياة قطاط مديرة إدارة الثقافة وحماية التراث في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ومحمد الغماري مدير أمانة المجلس التنفيذي والمؤتمر العام والمؤتمرات المتخصصة بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بمشاركة ممثلين عن كل من المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية والبحرين والعراق والكويت موريتانيا وفلسطين وقطر ومصر والجزائر والامارات العربية المتحدة.
وفي كلمته أكد الوزير تجديد المسألة الثقافية وتواصل التعاون بين الدولة التونسية ومنظمتي الألكسو والإيسيسكو ضمن إرادة مشتركة ترتكز على مفردات العمل الثقافي والإدارة الثقافية كمحور عمل انطلاقا من ضرورة مقاربة الشأن الثقافي في السياسة الوطنية.
وأشار إلى أنّ وجود وعي جماعي اليوم بأهمية الرهان الثقافي والمقاربة السياسة الثقافية ضمن مكاسب واليات وأهداف تختلف تماما عما كانت عليه سابقا وهو ما فرضته السياقات التي شهدتها تونس بعد 14 جانفي 2011 وفي إطار التمثل الجديد للمسألة الثقافية من منظور سياسي حيث أصبحت الثقافة اليوم تمثل الوعي المشترك للتعاون الدولي وللعلاقات الدولية وللدبلوماسية الثقافية وكل ما يترتب على هذه العلاقات كالمسالة الدينية التي تعتبر ثقافية بالأساس والمسائل اللغوية والهوية والهويات والشخصية الوطنية.
وأوضح ضرورة إدراج التنمية الثقافية في الاهتمام الوطني باعتبارها وعي بالفكر والجمال والإبداع الفردي بالثقافة وما يمكن أن يجسمه من وعي جمعي سياسي واقتصادي وعلائقي وتواصلي.
وجدد الوزير تأكيده أنّ الثقافة هي المحور الذي تدور حوله كل مؤشرات التنمية الثقافية، لذلك تقوم إستراتيجية عمل الوزارة على إبراز أهمية الجهات ومخزونها الإبداعي انطلاقا من مصطلح المدينة وما يجسده من مفهوم الديمقراطية والحرية وإتاحة الفرصة للمواطن ليبدع ويطوّر محيطه.
وأشار الوزير إلى أهمية إستراتيجية عمل وزارة الشؤون الثقافية وما تقوم عليه من برامج متنوعة كبرنامج عمل مدن الفنون ومدن الحضارات والبرامج الثقافية الخصوصية كموسم الثقافة الحدودية والثقافة بين الجنوب والصحراء ودورها في إشراك المواطن في الفعل الثقافي.
وأوضح الوزير أهمية برامج القيادة والمساندة والاقتصاد الثقافي التضامني والتراث والموروث والحضارة كمفردات أساسية لتنمية الإنسان وحسن استثمارها للتنمية الثقافية، مشيرا إلى تطور مؤشرات الدعم العمومي للجمعيات الثقافية وللفعل الثقافي في تونس باعتبار أن الثقافة تقوم على التعددية، كتطوّر الأنشطة الثقافية من 27 ألف نشاط سنة 2016 إلى 117 ألف سنة 2018 وما يكشفه من صحوة ثقافية كبيرة.
كما وضّح أن الجمعيات المستفادة سنة 2016 لم يتجاوز عددها 400 جمعية ليبلغ سنة 2018 حوالي 1300 جمعية ثقافية مستفيدة من الدعم العمومي وهو ما يبرز أهمية السياسة التشاركية في الفعل الثقافي.
وشدّد الوزير على أن الثقافة جزء متفرد لا يمكن أن ينسحب بصفة نمطية بل هو فعل متعدد يجعل من الثقافة قادرة على أن تستنبط من الإنسان القدرة على تطوير الإمكانيات بهدف التطور أكثر فأكثر، منوها بأن الإدارة الثقافية إدارة صعبة جدا ولا يمكن مقارنتها بأي إدارة أخرى، وهو ما تعمل وفقه وزارة الشؤون الثقافية وما جعلها تعقد حوالي 30 اجتماعا للمجلس الجهوي للثقافة يمكنها من رسم أهدافها وتحقيقها على أرض الواقع.
واعتبر الوزير أنّ الإدارة الثقافية اختصاص، وان السياسة الثقافية ليست علما بل هي استنباط لآليات واستراتيجيات وأصبحت اليوم اختصاصا بعينه ولا يمكن أن يشرف عليه إلا أهل الاختصاص ممن هم قادرون على تطبيق مضامين الثقافة وأهدافها والعمل وفق منهجية مميزة وخاصة تبنى بالأساس على مفهوم الإدارة الثقافية.